ثورة الأم علي طفلها وصراخها عليه عندما يرتكب خطأ ما ويتمادي في ارتكابه لن يصل بها إلي نتيجة ايجابية لتطوير سلوكه إذ تفقد هذه الأم هيبتها وقوة تأثيرها علي طفلها بهذا الاسلوب الذي سيتعود عليه ويواصل فعله الذي يريده
إلا أن هناك طريقة فعالة ومؤثرة في ردع الطفل عندما يخطيء ويعاند تتمثل في استخدام الأم نبرة حازمة في حديثها مع طفلها مع تطبيق العقاب الذي يتناسب مع ما فعله الطفل من تكرار لتصرفه السلبي
ولنأتي بمثال عملي يوضح لنا ما تعانيه الأم من ارهاق وتعب دون نتيجة عندما تتبع الاسلوب الاول وكيف تقوم بطبيق الاسلوب الثاني لتصل إلي هدفها التربوي سكبت هند الشاي في كوب جارتها هدي التي جاءت لزيارتها كعادتها بين وقت وأخر كانت عقارب الساعة تقترب من الثانية عشرة والنصف عندما دخل ابنها علي البالغ من العمر سبع سنوات مسرعاً واتجه إلي المطبع ليفتح درجاً خصصته الأم للحلوي والشيكولاته ويأخذ قطعة ليأكلها رأته أمه من الصالون فأسرعت إليه وصرخت في وجهه قائلة بغضب: علي لا تأكل أية حلوي الآن لم يبق علي موعد الغذاء إلا نصف ساعة ألا يكفي أنك تترك كل يوم نصف وجبتك
أجابها ابنها متوسلاً: سأكل هذه القطعة يا أمي وأعدك أنني سأكل طعامي كله
ردت الأم غاضبة: اترك هذه القطعة ياولد
تجاهل علي تنبيه أمه وكأنه قد سمعه من قبل عشرات المرات وخطف قطعةاخري من الحلوي وجري هارباً إلي الخارج بعد أن صفق الباب وراءه ولم يسمع أمه وهي تقول : قلت لك لا تأكل شيئاً الآن .
وعادت هند إلي جارتها لطيفة وهي تتمتم بارهاق ويأس: كم أشعر أني متعبة معه لم أعد أحتمل عناده واصراره علي ما يريد لا أدي كيف اتصرف معه لا يصغي ولا يطيع لا توجد بيننا لحظة سلام هادئة طوال اليوم .
إن هذه الأم حائرة مع طفلها لا تدري كيف تتصرف معه” وهو يستغل حيرتها وتذبذلها ليحصل علي ما يريد بينما لو كانت هذه الأم قوية وحازمة فإنها سوف تبتعد عن الصراخ في وجهة لكي تمنعه من تناول أي طعام قبل وجبة الغذاء فهو لن يأبه به لأنه تكرر من قبل دون عقاب إن التصرف السليم في مواجهة هذا الموقف هو أن تقول الأم لطفلها بنبرة حازمة: بقي علي الغذاء نصف ساعة الوقت الآن غير مناسب يا علي لأكل الحلوي إذا الح ابنها مثلما فعل في المثال السابق فإن عليها عندئذ أن تركز نظراتها في عينيه وتقول له بلهجة صارمة وحازمة وهي تشد علي مخارج الفاظها: اعتقد انك سمعت ما قلته والمطلوب الآن أن تقوم بتنفيذه وإلا ستجد عقاباً لعدم طاعتك أنا أريدك أن تصبح قوياً لذلك عليك أن تتناول الحلوي بعد الغذاء حتي تتناول غداءك كاملاً .
لنفرض أن الطفل لم يستجيب عندئذ لابد للأم أن توقع عليه العقاب الذي تختاره في هذ الموقف إما أن تحرمه يوماً من مشاهدة التليفزيون أو عدم اللعب مع اصدقائه في ذلك اليوم المهم هنا هو شرحها لطفلها باختصار عن سبب منعه من أكل الحلوي في ذلك الوقت وحزمها معه في حالة عدم طاعته لها قد يعترض البعض ويقول بأنه فعل ذلك مع ابنه لكنه لم يطعه والجواب علي ذلك بسيط وهو أن النتيجة لا تأتي إلا عن طريق التعود وتكرار وقوع العقاب علي الطفل في حالة عدم احترامه لأوامر والدته وستري الأم بعد ذلك أنها ما أن تركز نظراته في عيني طفلها وتقول له بحزم أن يترك القطعة التي في يده لأنه يأكلها في قت غير مناسب فإنه سيتركها فوراً.
أن واجب الآباء أن يتعلموا الاساليب الحديثة في تربية ابنائهم كما يؤكد علي ذلك العالم في مجال التربية النفسية للطفل الدكتور فيتزوف ديدسون في كتابه المعروف كيف نربي ابناءنا عندما يقول الأبوة عملية تعلم مستمرة إذا لايكفي أن نكون آباء فقط لكي نفهم اطفالنا ونسعدهم علينا أن نتعلم كل الوسائل التي تصل بنا إلي تحقيق هذا الهدف لنفترض أننا لم نلعب الشطرنج ابداً وقررنا فجأة أن نلعبها من الطبيعي آننا قد نخطيئ وقد نصيب وقد نشعر باليأس وعدم الارتياح ونحن نمارسها لكن اليس من الافضل لو طلبنا مساعدة شخص ذي خبرة وتجربة في هذه اللعبة لكي يعلمنا كيف نلعبها إن هذا المثال ينطبق إلي حد ما علي تعلم كيفية ممارسة فن الأبوة إن علي الآباء أن يستعينوا بمن هم أكثر منهم خبرة في هذا المجال ليمارسوا دورهم الهام علي افضل وجه.